afifykasem
المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| موضوع: كلاهما خطر .. وكلاهما يقضم أرض العرب.. وظائف ومشتركات اللعبة الإثنين مارس 17, 2008 12:38 pm | |
| باسقاط النظام السوري في لعبة إيران تستعيد العروبة هويتها ...
تستخدم أطراف اللعبة السياسية في الشرق الأوسط ، الوطنية والقومية - وإسرائيل منها..؟ - لعبة القتل والتسليح والتوتر والرفض المتبادل لتبرير سياساتها ، أو الدفاع عن وجودها واستمرارها .. حتى لتبدو دول المنطقة وكأنها تعمل بتنسيق سلبي فيما بينها . فهي تريد ما يحدث بقدر ما ترفضه . تحتاجه بقدر ما يهددها وتخشاه؟! يمكن اختصار بؤر التوتر ذات الوظائف المتعددة بعنوانين: > الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين.. > والصراع العربي الفارسي على امتداد المنطقة. وبقدر ما هو الصراع العربي - الإسرائيلي واضح المعالم وتستخدم فيه إسرائيل التاريخ الديني لتبرير وجودها وسياساتها ، فإن الصراع العربي - الفارسي غائم ملتبس ، وتستخدم فيه طهران العامل الديني أيضاً لتبرير سياسات ذات بعد قومي يتغطى بالتحريض المذهبي. ليس هذا هو الموضوع بل نتائجه . فالعرب الذين يخشون التمدد الإيراني ومشروع طهران الإقليمي تتوزع سياساتهم وتنقسم بين خطرين كلاهما يقضم الأرض العربية ويهدد مصالح أوطانها ودولها المختلفة . ولأن جغرافية الخطر الإيراني أوسع من جغرافية الخطر الإسرائيلي - إسرائيل تقضم فلسطين أما إيران فتقضم العراق وسورية وبعض لبنان وبعض فلسطين وتهدد بقضم الخليج..؟. .. -.. فإنه ، أي الخطر الإيراني ، يُنتج من ردود الفعل ما يطغى على الشعور بالخطر الإسرائيلي - دون التهوين من خطر إسرائيل .. - بما هو:
أ - يفرض ويبرر المزيد من صفقات السلاح واسترداد موارد النفط على حساب التنمية. ب - يصطنع بؤرة توتر إقليمي وخوفاً متبادلاً بين كل العرب وإيران يضعُف معه الشعور بالخطر الإسرائيلي . وشيئاً فشيئاً يتقدم الخوف العربي من إيران - كما يحصل اليوم - على الخوف من إسرائيل ، أو يضاهيه فيضعفه. جـ - ولأن الموقف العربي غير موحد ولا تضبطه قوة إقليمية في غياب مصر وانهيار العراق وخروج نظام دمشق منه ، وخشية السعودية من أن تحمل من متاعب العرب وفرقتهم وضعفهم فوق طاقتها ، فإن وحدة المواجهة العربية المفترضة تتمزق وتتوزع على جبهة فلسطين إسرائيلياً ، وجبهات العراق - سورية - لبنان - فلسطين - الخليج إيرانياً .. وبقدر ما يرتفع منسوب الخوف العربي من إيران ينخفض من إسرائيل .. وما إن يستفيق العرب غداً حتى يجدوا أرضهم نهباً لشريكين مختلفين - متفقين هما : طهران وتل أبيب؟! على أن للموضوع جوانبه الأخرى. ففي داخل هذا البلد العربي أو ذاك تغذي إيران فريقاً من الشيعة العرب ، وتستحضر من التاريخ بعض أحداثه لتعيد توظيفها بما يخدم مشروعها الفارسي . ولأن هذا الفريق من الشيعة - وليس كلهم فكثير منهم صادق الوطنية والعروبة - ينسلخ بولائه الفارسي المستجد عن ولائه القومي العربي فإنه يهدد الوحدات الوطنية التي ينتمي إليها وقد يمزقها كما يحدث في لبنان ، فيجعل من الصراع العربي الفارسي عنوان المرحلة الأول ، وينقسم بعض العرب ، فوق ما هم منقسمون ، بين موال لفارس وولي الفقيه ، وموال لتاريخه القومي على بؤسه وعجزه؟ يُنتج الصراع أدواته . فإسرائيل تزداد قوة وشراسة وتهديد ما تبقى من فلسطين مستفيدة من حالة الخوف العربي من إيران فتغذيها، وطهران تزداد انتشاراً ونهباً ويتسع حضورها السياسي والتنظيمي عبر أدوات عسكرية تمارس السياسة : نظام الأسد الأمين في دمشق . حزب الله في لبنان . حماس في غزة . دون أن ننسى العراق الذي تتقاسم فيه طهران ، على الأرض ، النفوذ والحضور مع الاحتلال الأميركي . كلاهما يرفض الآخر وكلاهما يبرر الآخر؟!.. نتوقف قليلاً عند لبنان نموذجاً ومثالاً.
فحزب الله يصادر قرار الطائفة الشيعية ويخيفها بقدر ما يخيف الطوائف الأخرى . ولأن مغامرة تموز ونصرها الإلهي أبعدته عن الحدود مع إسرائيل والجنوب ، فقد وجد نفسه محتاجاً ومضطراً لمعركة تبرر احتفاظه بسلاحه واستقلالية قراريه السياسي والعسكري ، وتغطي مسؤوليته في حرب تجاوزت خسائرها مبرراتها . أصبح الداخل الوطني عدوه البديل ، وتعطيل الحياة السياسية أداته لمنع محاسبته والاحتفاظ بسلاحه واستقلاله الجغرافي والإداري والسياسي . ليس مهماً صحة خطابه لأن مفردات اللغة العربية غنية وتسمح بالتضليل ، أما ثقافة إلغاء الآخر فهي بعض تراث قديم تحييه اليوم الصراعات والمصالح؟! يمثل حزب الله الحالة الإيرانية الدينية - المذهبية المستجدة في المنطقة أكثر مما يمثلها أي نظام أو تنظيم آخر تدعمه إيران أو تموله أو تتحالف معه وتمسك بخناقه. فهو يتجاوز حالة نظام دمشق حليف طهران وقد يبيعها في صفقة بقاء مهدد؟! وهو يتجاوز حالة حماس التي يقودها خلافها مع فتح وصراعها على السلطة إلى الارتماء في حضن التمويل الإيراني وتظل محصورة ومحاصرة. وهو يتجاوز حالة أمل المختنقة بتحالف اضطرارها لا خيارها.. وهو يتجاوز حالة الأحزاب العراقية المماثلة : جيش المهدي ، وحزب الدعوة ، سواء بتنظيمه أو انضباطه أو مستوى تدريبه وتعبئته النفسية.
إنه ، أي حزب الله ، التنظيم العسكري المسلح الأعظم قدرة من أي حزب أو تنظيم عرفه تاريخ المنطقة تدريباً وتمويلاً وتحالفات يستخدمها ولا يخدمها .. تخافه ولا يخافها.. على أن هذه الحالة الإيرانية شديدة الحضور عظيمة الخطر ، تعاني من نقطة ضعف يصعب عليها الاحتفاظ بها إلى ما لا نهاية . فحضور إيران الإقليمي وامتدادها من العراق إلى لبنان وفلسطين عبر سورية ، وما يوفره لها حزب الله اللبناني من قدرة على التسلل إلى الخليج ، مهدد بانهيار النظام السوري أو انقلابه بما هو يمثل حلقة الوصل الجغرافية ما بين نظام طهران وأدواته . ولو حدث ، لسبب ما ، أن انقطعت هذه السلسلة في حلقتها السورية لوجدت طهران نفسها مضطرة إلى الانكفاء ، والاكتفاء ، ربما ، ببعض حضور موقت في العراق . أما حزب الله ذراع إيران العسكرية الأقوى فسيجد نفسه محصوراً ومحاصراً مقطوع الموارد المالية والعسكرية ، مضطراً لتسوية وضعه في محيطه بشروط القوى الأخرى الحليفة أو المعادية. إذن ، فإن عقدة المنطقة ومستقبلها ، والدور والمصالح الإيرانية المستجدة ، هي في هذا النظام السوري .. في بقاء حلقته أو قطعها ، باستمراره أو تغييره. ليس النظام بحد ذاته هو العقدة ، فهو ضعيف وفي حالة دفاع مستميت عن النفس ، بل الجغرافيا التي يمسك بها ويستخدمها . فسورية هي المعبر الجغرافي للعبة إيران الإقليمية ، ويتوقف على الدور الذي يقرر أي نظام سوري أن يلعبه مصير المنطقة . من هنا ، فإن تغيير النظام بعد أن تعذر تغيير سلوكه ، يصبح مطلباً عربياً إسلامياً دولياً ، ونقطة تقاطع المصالح الوطنية والقومية لدول المنطقة ، إضافة للمصالح الكبرى التي تعتبر استقرار الشرق الأوسط شرطاً لاستقرار العلاقات الدولية. ولعل هذا بالضبط ما تلوح نُذُره بعد أن تعذر ترويض نظام دمشق بما يحفظ لسورية دورها وأمنها. ومن قَطْع الحلقة السورية في السلسلة الإيرانية يبدأ استقرار المنطقة ويتحدد مستقبلها، وتستعيد العروبة هويتها الضائعة في عاصمة تاريخها الأول . | |
|
heba
المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
| |
maiada
المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 18/01/2008 العمر : 35
| |